مع تزايد المطالبة بإلغاء اختبار التحصيلي، ولأن الأخبار التي صدرت من هيئة تقويم التعليم تحدثت عن استخدام الذكاء الاصطناعي في المراقبة والتحقق وبحكم اختصاصي فقد تساءل كثير من الأصدقاء والأقارب وفي تساؤلاتهم نبرة الخوف من المجهول.
وبعد رجوعي لتصريحات مسؤولي الهيئة حول الاختبار، فقد وجدت التالي:
1- في خبر نُشر في وكالة الأنباء السعودية (هنا) فقد ذُكر في العنوان “هيئة تقويم التعليم والتدريب: استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي وأدوات المراقبة التقنية في الاختبارات “عن بعد” تضمن تحقيق العدالة وسلامة الإجراءات”
هذا كان في العنوان أما في نص الخبر فلم يتطرقوا للذكاء الاصطناعي أو كيف نضمن العدالة..
2- ذكر في خبر آخر في صحيفة عكاظ (هنا) أن الهيئة ستستخدم الذكاء الاصطناعي للمراقبة. وكذلك لم توضح الآلية، بل أنه لم يتم التصريح باسم المنصة “العالمية” التي سيتم استخدامها. وهذا يزيد الأمر غموضاً.
الحقيقة أنني أحب أن أحلل الموضوع من وجهة نظر مختص تقني، إختصاصي الأول ذكاء إصطناعي، ثم أنني كنت ولمدة خمس سنوات مشرفاً على تقنية المعلومات ومشرفاً على الأمن السيبراني في الجامعة.
ذكرت الهيئة أنها ستطالب بتشغيل الكاميرا وأن المراقبة ستتم باستخدام الذكاء الاصطناعي وأن هناك مراقبين رجالاً ونساءً.. هذا يثير قلقي لعدة أسباب..
أولاً: نعرف أن أنظمة الذكاء الإصطناعي ليست دقيقة 100%، فلو افترضنا جدلاً أن دقة النظام 99% فسيتم ظلم 3800 طالب وطالبة. من سيتحمل ذلك؟ هذا في أحسن الأحوال..
ثانياً: المشاكل التقنية التي حصل من سيقوم بحلها، ولنفرض أنها لم تحل في وقتها ولم يستطع الطالب إكمال الاختبار لأي سبب كان، فكيف سيتم التعامل معه؟ “ملاحظة انقطعت الكهرباء عن الحي الذي أنا فيه قبل يومين من العصر إلى المغرب”.
ثالثاً: ذكرت التصريحات أنه لايؤثر انقطاع النت على الاختبار، وهذا تقنياً ممكن.. فماذا لو انقطعت النت مدة الاختبار، وبقدرة قادر عادت بعد أن تم الحل، فمن يضمن لنا العدالة هنا؟!
أخيراً، لابد للهيئة أن تتنبه لأن عدد الطلاب كما ذكروا 380 ألفاً، وهو عدد كبير جداً تصعب إدارته والتواصل معه ويصعب أن تتهيأ البيئة المناسبة للاختبار لهم كلهم وأن أعداداً كبيرة ستعاني الأمرين في هذا الاختبار، أعتقد أنه من حق الجميع أن يطمئنوا على مستقبل أبنائهم وبناتهم وأنهم لم يتعرضوا للظلم، فالتوضيح ملطب وإن كنت أميل شخصياً لإلغاء الاختبار كلياً في هذه الأزمة أو على الأقل جعله اختيارياً.