مدونة سالم العلياني
  • الرئيسية

  • تعريف

  • التواصل

  • المدونة

  • قناتي التعليمية

في الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة وعلوم البيانات وشذرات أخرى

  • الرئيسية

  • تعريف

  • التواصل

  • المدونة

  • قناتي التعليمية

160 views

المعامل البحثية والثورات الصناعية

مشاركة المنشور

كيف استطاعت الدول أن تتقدم

تاريخياً، السبب الرئيسي لأي عملية نهوض اقتصادي، بل وسيطرة اقتصادية هي معامل البحث التي أسهمت في الابتكار. في نهاية القرن التاسع عشر (1800) ومطلع القرن العشرون (1900) كانت الشركات والجامعات الأمريكية تصرف الكثير على البحث العلمي. فنجد أن العالم الأمريكي المولد (الاسكتلندي الأصل) قراهام بل Graham Bell والذي له الفضل في اختراع الهاتف، والذي شارك بتأسيس إحدى أكبر شركات الاتصالات العالمية المعروفة اليوم AT&T (عام 1885) بدأ عمله كمخترع ثم بعد تأسيس الشركة أسس مركز البحث الشهير (أعتقد أنه الأشهر والأكثر أثرا على مستوى العالم) Bell’s Laboratories. والذي استحوذت عليه شركة نوكيا عام 2016. 

القصة ليست هنا.

القصة كيف استطاعت معامل البحث هذه النجاح بل وتغيير وجه العالم؟ إجابتنا على هذا السؤال هي ماحدث مع كل مركز بحثي عالمي من أيام الدولة العباسية إلى اليوم. 

لو تأملنا معامل بل Bell’s Labs، لوجدنا أنها تنفق بسخاء على البحث.فمثلا، في عام 1981 أنفقت مايقارب 1.6 مليار دولار وهو مايعادل بمبلغ اليوم (عام 2019) تقريبا 4.89 مليار دولار. وكان لديها أكثر من 26 ألف باحث في ذلك الوقت. بعض الباحثين لم يتوقف راتبه حتى بعد انتقاله من معامل بل إلى جهة أخرى مثل العالم كلاود شانون الذي انتقل للتدريس في جامعة MIT. كان جل عمل معامل بل يرتكز على تطوير وسائل الاتصال. 

كان هناك الكثير في أمريكا من معامل البحث التابعة للشركات والتي أسهمت بقيادة التطور وأسهمت في جعل أمريكا على رأس الثورة الصناعية الثانية والثالثة. ويأتي مركز أبحاث بالو ألتو Palo Alto Research Center (PARC) على رأس مراكز الأبحاث التي أسهمت في سيطرة أمريكا على الثورة الصناعية الثالثة تحديداً. فقد كان يتبع لشركة زيروكسXerox والتي لايتحرج بيل قيتس Bell Gates مؤسس شركة مايكروسوفت أن يعترف أنه هو وخصمه اللدود ستيف جوبز Steve Jobs أنهم قاموا بسرقة أفكار جارهم الثري (شركة Xerox). وفعلا فمركز PARC كان له دور كبير في تطوير مانعرفه اليوم بالحاسوب الشخصي وواجهة المستخدم بل وحتى الفأرة التي نستخدمها لتحريك المؤشر على الشاشة. 

ولاننسى دور جامعة ستانفورد Stanford University مع مركز PARC في تطور وادي السيليكون. 

لاننسى كذلك أن الشركات الكبرى كمايكروسوفت وأبل وانتل وقووقل وفيسبوك وياهو وبوينق وشركات النفط كلها أسهمت في تطور المعرفة في مجالاتها. فمنها الشركات التي تدفع أكثر من 10 مليار دولا سنوياً مثل قووقل للبحث والتطوير. 

لكن بجانب هذه المراكز الخاصة يوجد مراكز بحث وطنية هدفها أن تجعل الدولة في مقدمة الدول في مجالات البحث الخاصة بها. فمثلا مركز أبحاث الدفاع الأمريكي DARPA ومركز أبحاث البحرية NAVAL وناسا NASA وغيرها من المراكز ودعم البحث العلمي عن طريق وكالات دعم البحث مثل NSF الأمريكية التي تنفق سنويا أكثر من 7 مليار دولار أغلبها تذهب لمراكز البحث في الجامعات. 

كل هذه المراكز كان سبب نجاحها عدة أسباب أهمها:

  • أولاً: هناك هدفين لأغلب هذه المراكز (البحث والتطوير) فالبحث يشمل البحث عن مشاكل جديدة لحلها ومشاكل حالية للبحث عن حلول ابتكارية وربما راديكالية لحلها. أما التطوير فهو التطوير على الحلول الحالية لتحسينها أو تغييرها كليا. 
  • ثانياً: البحث غالباً يكون مرتكز على أهداف محددة، فمثلا تجد معامل بل تسعى للابتكار في وسائل الاتصال، وDARPA يسعى للابتكار في المجال العسكري، وناسا في مجال الفضاء… الخ. ولا أعرف مركزا تخصص في كل شئ. 
  • ثالثاً: العمل قائم على أساس التنوع في التخصصات Multidisciplinary لحل مشلكة واحدة. فمثلا تجد أن مركز أبحاث T-Gen للسرطان لديه علماء من كل التخصصات كالفيزياء والحاسب والطب والعلوم الطبية والأحياء وغيرها، لحل مشكلة السرطان. 
  • رابعا: لايوجد توطين لهذه المهنة، فكل عالم من اي مكان بالعالم مرحب به أن يكون جزءً من هذا العمل بغض النظر عن جنسه ولونه وديانته مادام أنه سيسهم في إنجاز مهام المركز.
  • خامساً: يتبع الباحثون مبدأ Slow and Steady ببطء وثبات. فلايكون العلماء الباحثون تحت ضغط متطلبات النشر العلمي وحساب عدد الأوراق وبراءات الاختراع… وغيرها من المؤشرات التي قد تضطر الباحث لاتخاذ أقصر الطرق لتحقيق هذه المؤشرات. وبهذا يعطى الباحث الوقت والأمان للابداع.
  • سادساً: وجود عدد كبير من الباحثين في كل مجال. 
  • سابعاً: وجود ميزانيات ضخمة تصرف بسخاء على هذه الأبحاث. كما يوجد حوكمة متميزة لضبط النزاهة والانتاجية. 
  • ثامناً: الباحث يبقى باحثاً وبشكل كامل في الغالب، ولايُشغل أبداً في أسوء الأحوال بغير التدريس. ولايحمل عبئ العمل الإداري. بل أنني أعرف شخصياً أحد الأصدقاء في إحدى أكبر الشركات التي هيأت له ولأسرته الملاعب والملاهي والحاضنات والمطاعم في والتي يمكن أن تحضر العائلة لها في أي وقت من ليل أو نهار، وذلك ماجعل رجوعه لمعمله مساء أمر لايشكل عبءً على أسرته. 

أخيراً، كيف هو موقف المملكة العربية السعودية في مجال البحث العلمي وهل يمكن أن يكون لنا قدم في الثورة الصناعية الرابعة..؟! هذا ما سأحاول الإجابة عنه في المدونة القادمة بإذن الله. 

سالم العلياني

متخصص في الذكاء الاصطناعي وتعلم الالة وعلوم البيانات.. حاصل على الدكتوراة من جامعة ولاية أريزونا بالولايات المتحدة الأمريكية. رئيس مركز الذكاء الاصطناعي بجامعة الملك خالد.. هنا أكتب في فلسفة العقل البشري وعلوم الذكاء الإصطناعي والمستقبل.

التعليقات 1

  1. fadi
    fadi بتاريخ 27 نوفمبر، 2019 - 1:25 م

    السلام عليكم أستاذ سالم
    نبحث عن مصدر عربي يعلم الذكاء الصناعي بالكامل في دورات كورسات مدفوعه ب كفاءه عاليه
    ننتظر إجابتكم علنا نخظى بالخير منكم

    الرد

شارك بتعليقك إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

افضل المقالات

  • ماهو التعلم العميق Deep Learning ؟
    22 يناير، 2018
  • وحدة الذكاء الاصطناعي بجامعة الملك خالد
    7 أبريل، 2018
  • مدخل للبيانات: أنواع البيانات
    2 فبراير، 2018
  • كيف أتعلم الذكاء الإصطناعي (للمبتدئين)
    19 ديسمبر، 2017
© 2025 مدونة سالم العلياني