أحد الأطباء يقول أنه لايتوقع أن يستفيد من تقنيات الذكاء الإصطناعي ولا أن يستخدمه في عمله مطلقاً. وأنا أقدر شعوره، لأنه داخليا سيشعر أنه لاقيمة حقيقية لعلمه الذي تعلمه طوال سنوات الدراسة. وهذا ذكرني ببداياتي في البرمجة. كنت أحب أن أبرمج باستخدام لغتي C , C++ . وعندما رأيت أدوات البرمجة التي تكمل الكتابة عن المبرمج، والتي يصمم فيها المبرمج الشاشة بالسحب والإفلات Drag and Drop والتي يعرفها المبرمجون بـ IDE مثل Visual Studio لأول مرة أحسست أن العالم لم يعد بحاجة لي ولا لما تعلمته. وأحسست بخيبة أمل. وبعد فترة من مقاومة التغيير ومقاومة “أهل البدع” من المبرمجين، أحسست أنني كنت في آخر الصف. وعندما استخدمتها لأول مرة اكتشفت أنني فوت على نفسي فرصة رائعة في تطوير منتجاتي البرمجية وسرعة انجازها وكذلك في معرفتي البرمجية. فعندما كنت أقضي الساعات في البرمجة سطرا بسطر (الـ Hard Coding)، كان غيري ينهي برنامجين وثلاثة.
حال بعض التخصصات، وخاصة في القطاع الصحي، في هذه المرحلة تشبه لحد كبير حالتي المذكورة آنفا. الذي سيتبنى التقنيات الجديدة ويطلع عليها ويتقبلها ويقبل باستخدامها بسهولة قد يسبق غيره بمسافة كافية.
الكمبيوتر لم يعد حاسوباً كما كان سابقا. فقد أصبح جهاز الكمبيوتر شريكاً للانسان ومساعداً له. إنه امتداد طبيعي لعقله Extended Mind.. وهذه هي نظرتي له.
الكمبيوتر يدخل القطاع الصحي ليس كنظام حفظ ملفات أو نظام معلوماتية صحية أو تواصل بين الطبيب والمريض فقط، بل دخل من باب الذكاء الإصطناعي ليساعد الطبيب ويحل محله في بعض الحالات. هذه الحالات التي يحل محله فيها قد تكون، لسهولة المهمة ولذلك تحفظ وقت الطبيب كتشخيص بعض الحالات المرضية. أو أن تكون صعبة جداً وتحتاج جهداً بدنياً أو ذهنياً عالياً، مثل العمليات المعقدة أو الحساسة، فيكون الكمبيوتر أكثر دقة وكفاءة من الإنسان.
خارج الموضوع: الروبوت واتسون من شركة آي بي ام، كان قد شخص مرضاً نادراً لأحد المرضى بعد أن عجز عنه كثير من الأطباء.