الأرقام تعطي انطباعا لايمكن أن تجده في غيرها.. الأرقام تهم متخذ القرار.. بدونها لانستطيع أن نحدد أين نوجه تركيزنا بسهولة. وبدونها لن تستطيع أن توجه استثمارك. ولذلك فقد جمعت لكم بعض الأرقام والاحصاءات التي قد تهمكم جميعا وتهم متخذ القرار.
سألني أحد الأصدقاء هل موجة الذكاء الاصطناعي مجرد موجة مصطلح جذاب لاتفتأ أن تخبو؟!
والجواب حقيقةً أن هناك مؤشرات تدل على طلب حقيقي على الذكاء الاصطناعي وأنه ليس مجرد موجة مصطلح جذاب. وإليكم بعض المؤشرات.
أولا، المؤشر الأول هو أن دول عظمى مثل أمريكا والصين وروسيا واليابان تتسابق في سباق محموم للسيطرة على هذا العلم، وأتوقع أن تدخل فيما يشبه الحرب الباردة حول الذكاء الاصطناعي. وهذا التسابق يشمل دول أخرى تسعى لأن تجد لنفسها مستقبلا في الذكاء الاصطناعي مثل كندا وبريطانيا.
ثانيا: الشركات التقنية العملاقة التي تحاول أن تهز السوق بمنتجات ذكاء اصطناعي وخطط استراتيجية لصناعته واستخدامه.
ثانيا، مؤشر طلب الوظائف تزايد بشكل كبير خلال الأعوام السابقة في دول كثيرة. انظر الشكلين التاليين الذين يمثلان طلب الوظائف التي حددت مهارات مطلوبة منها (Artificial Intelligence) في الشكل الأول ومهارة (Deep Learning) في الشكل الثاني في الأعوام 2015 و 2016 و 2017:
وقس على هذا النمو نموا في الطلب على NLP و Machine Learning و Computer vision وغيرها.
أما بالنسبة لمؤشر التوظيف الفعلي فيتضح فيه قفزة كبيرة جدا بلغت قرابة خمسة أضعاف في أمريكا بينما كانت القفزة في بريطانيا وكندا أكبر من أمريكا حيث بلغت قرابة الثمانية أضعاف و قرابة خمسة عشر ضعفا في الدولتين تباعا بين عامي 2013 و 2017. انظر الشكل التالي:
كما قفزت مبيعات الروبوتات في العالم لقرابة الثلاثة أضعاف في خمسة عشر عاما من عام 2000 إلى عام 2015 وهذا مؤشر كبير يدل على أن السوق يسعى لأتمتة الأعمال الروتينية وإليك الشكل التالي ليوضح لك التوسع في استخدام الروبوتات. وأتوقع لهذا القفزة أن تستمر بشكل متسارع في الأعوام القادمة.
هذا في سوق العمل. لكن ماذا عمل قطاع التعليم استعدادا لتلبية احتياجات السوق.
هناك مؤشر حضور المؤتمرات وهو مؤشر بالنسبة لي رائع في تحديد توجه طلاب الدراسات العليا وأساتذتهم ودعم القطاع الخاص لهذه المؤتمرات. وهذه بعض أشهر مؤتمرات الذكاء الاصطناعي في الشكل التالي توضح زيادة عدد الحضور في الأعوام الأخيرة. لكن الملاحظ أن حضور هذه المؤتمرات في الثمانينات من القرن الماضي كان كبيرا وحصل انخفاض ملحوظ في التسعينات وقد يكون بسبب خيبة الأمل في نتائج الذكاء الاصطناعي في السوق في وقتها. وقد يكون بسبب الخسارات التي منيت بها بعض شركات التقنية في عقد التسعينات أو أمور أخرى (لست متأكد من السبب وقد يحتاج هذا الموضوع لبحث وتقصي أكبر). لكن النتائج المحفزة مع مطلع الألفين عادت لتجذب الباحثين لهذا المجال. (ملاحظة: أرجو من عمداء كليات الحاسب والطلاب المقبلين على الدراسة قراءة الأرقام في سوق العمل وفي المؤتمرات بشكل أكثر دقة، ويمكن لهم بأنفسهم أن يقوموا بتحليل تلك البيانات وتحديد توجههم بناء على الأرقام).
أما في أعداد الطلاب الدارسين للمواد (Artificial Intelligence) و (Machine Learning) فقد شهد قفزة كبيرة في أفضل الجامعات الأمريكية مثل جامعة ستانفورد و جامعة كاليفورنيا- بيركلي وجامعة الينوي – اربانا شامبين وجامعة كارينجي ميلون وغيرها كما يوضح الشكلين التاليين.
المصدر تجدونه في صفحة قرأت لكم
بارك الله فيك وفي جهودك استاذ سالم
جميلة هذه المقدمة في هذا الموضوع المهم