كما أشرنا في المدونة السابقة (Alan Turing ألن تورن) عن العالم البريطاني ألن تورن الذي قام بوضع أول تعريف للآلة الذكية عن طريق ورقته العلمية التي نشرها عام 1950. كان التعريف هو أن الالة الذكية هي الالة التي تستطيع ان توهمك عندما تتحدث معها أنها أنسان. ووضع اختباراً لهذا التعريف سُمّي (إختبار تورن Turing Test). هذا الاختبار ينص على أن يكون هناك جهازين يتخاطبون فيما بينهم أحدهما انسان والاخر آلة. ويكون هناك شخص ثالث لايعرف أي المتخاطبين آلة وأيهما انسان. ودور الشخص الثالث هو تحديد الانسان وتحديد الالة. فإن استطاع تحديد أيهما آلة وأيهما انسان فإن الالة لاتعتبر تجاوزت اختبار تورن. وإن لم يستطع التمييز فإن الالة تعتبر ذكية حسب معيار ألن تورن.
وفي منتصف العقد 1960-1970 وبالتحديد في معهد ماساتشوستس للتقنية MIT قام أحد طلاب الدكتوراة واسمه (جوسف ويزونبم Joseph Weizenbaum) بتصميم أول آلة لتخطي اختبار تورن. وأطلق على هذه الآلة اسم (إليزا Eliza). وتعمل اليزا بمرحلتين بعد تلقي النص من المحادثة. المرحلة الأولى هي: تحليل النص باستخدام (مايعرفه مختصوا معالجة اللغات الطبيعية بـ Parser) وذلك لاستخراج المعلومات من النص. والمرحلة الثانية هي مرحلة انتاج الرد باستخدام كود بسيط.
لكن الملاحظة المهمة التي يجب الانتباه لها هي أن الهدف من إليزا كان أن تقوم بمهام الطبيب النفسي حسب قواعد فرع من فروع الطب النفسي والمعرف لدى المختصين في الطب بـ Rogerian Psychotherapy. ومفهومه ببساطة هو الطب النفسي المتمحور حول المريض. بأن يعاد السؤال للمريض لجعله يتحدث أكثر. كأن يقول الطبيب للمريض: إشرح لي أكثر ماذا تعني؟
أثارت إليزا ثورة عارمة في أوساط العلماء والمختصين في ذلك الوقت بل وحتى العامة والاعلام. كيف لكمبيوتر أن يقوم بالعلاج النفسي!! وهذا جعل الناس في ذلك الوقت أكثر ارتباطا بالالة.
لكن هذا يقودنا لملاحظة مهمة جداً، وهي أن العلماء في ذلك الوقت كانوا يركزون على جزء واحد من الذكاء وهو (معالجة اللغات الطبيعية Natural Language Processing). وهذا مع أنه جزء كبير ومهم من الذكاء إلا أنه ليس كل الذكاء. الملاحظة الأخرى هي على ماقام به مصمم إليزا، جوزيف ويزونبم، بأنه اختار مهمة واحده وبسيطة نسبياً لتصميم آلته الذكية. ركز على نوع محدد من الطب النفسي. وبالغوص أكثر في إليزا فإنه حسب وجهة نظري المتواضعة ليس ذكيا حسب المعايير المعروفة اليوم ولاحتى المعيار الذي وضعه ألن تورن قبل أكثر من نصف قرن. بل أبعد مايكون عن الذكاء.
الذكاء حسب اختبار تورن ليس في مجال محدد. وعليه يمكن أن يتم اكتشاف ليزا بسهولة(انظر محادثتي معها أخر هذه المقالة). كل ماتفعله ليزا هي اعادة صياغة كلامك لترمي الكرة في ملعبك للحديث أكثر. وليس لدى إليزا أي قدرة على فهم المحادثة فهما حقيقيا تستطيع من خلالة تقيمم المحادثة أو الابداع في التفرع لمواضيع ذات صلة أو فتح مواضيع نقاش جديد وغيره. كما أنه ليس لديها أي ذاكرة تستطيع من خلالها بناء كم معلومات أو تاريخ أو الاستنتاج من المحادثات السابقة مما هو من طبيعة العقل البشري وبنيته الإدراكية الأساسية.
ولم يأخذ اختبار تورن الكثير من الوهج حتى أقيمت أول مسابقة لتصميم آلة ذكية تتجاوز إختبار تورن عام 1995 وسميت مسابقة (ليوبنر Leobner) وكانت جائزتها 100 ألف دولار. فقام كثير من الباحثين والمهتمين بالمشاركة فيها. لكن لم تكن نتائجها كما توقعوا لأسباب ليس المجال لسردها.
أخيرا مازال اختبار تورن ساري المفعول لعمومية التعريف ومازال هو أحد أهم محركات وموجهات علم الذكاء الاصطناعي.
في المدونات التالية سأكتب بإذن الله عن أهم تفرعات وأقسام علم الذكاء الاصطناعي وأهم علماء كل قسم وأهم الخوارزميات المستخدمة في كل قسم.
هذه محادثة بيني وبين إليزا وقت كتابة هذا المقال (يمكنك محادثة إليزا بنفسك وتجربة الخبرة الممتعه من هنا):
Eliza: > Hello, I am Eliza.
Me: * Hi Eliza
Eliza: > How are you today.. What would you like to discuss?
Me: * I am happy today
Eliza: > Do you enjoy being happy today?
Me: * yep
Eliza: > OK… “I are happy today”. Tell me more.
Me: * I am writing about you
Eliza: > Do you enjoy being writing about me?
Me: * yep, I believe you are smart but not intelligent
Eliza: > Does it please you to believe I am smart but not intelligent?
Me: * I believe intelligence hurts sometimes
Eliza: > I see.
Me: * what do you think?
Eliza: > You’re not really talking about me, are you?
Me: * no, I am talking in general
Eliza: > Do you believe it is normal to be talking in general?
Me: * yes, I don’t want to hurt your feelings
Eliza: > Why don’t you want to hurt my feelings?
Me: * you have feeling, am I right?
Eliza: > You’re not really talking about me, are you?
اشكرك على مقالك الجميل د سالم واتمنى نقل خبراتك للطلاب وللمهتمين بشكل عام عبر إنشاء معمل AI.
فقط للتنبيه، حدث خطأ مطبعي في هذه الجملة (انظر محادثني معها أخر هذه المقالة)
العفو عزيزي، وباذن الله تتحقق أمنيتك.. واشكرك على التنبيه للخطأ المطبعي