في الأيام الماضية تردد بين كثيرين بعضهم من المختصين في علوم الذكاء الاصطناعي والبيانات أو التقنية عموماً عن كون الذكاء الاصطناعي أو علوم البيانات مجرد ضجيج Hype أو موجة لاتلبث أن تخبو. بل وذهب بعضهم إلى كونها فقاعة ستذهب مع الريح ولن يبقى الا تاريخها.
في الحقيقة لم أعلق على هذا الموضوع في حينه.. وبقيت متأملاً. فكل مايعنيني هنا هو أن أتأمل الموضوع قليلاً.
دعونا نبدأ التأمل..!
الذكاء الاصطناعي وعلوم البيانات بدا تأثيرها جلياً في قطاع الأعمال في السنوات الأخيرة ولكن لم يكن الموضوع حولهما بهذا الضجيج حتى وصل الأمر للإعلام. ومن الطبيعي عندما يبدأ أي أمر يحدث هذه الهزة في سوق الأعمال فإن الإعلام سيتحدث عنه.
هل تذكرون بدايات انتشار الانترنت.. أو بدايات أي فون..؟ أو لعلكم تتصورون حديث الإعلام والعالم عن الطيران عند أو طيران ناجح.
إن العالم بطبعه ينظر لأي نجاح تقني جديد بشكل مكثف. الكل يريد أن يعرفه من دافع الفضول. والكل يريد أن يتحدث عنه. والبعض يراه فرصة لتطوير مهاراته والبعض الآخر لتطوير أعماله. والبعض يراه مجالاً يتخصص فيه مستقبلاً… الخ.
هذه هي طبيعة العالم.
الضجيج حول الذكاء الاصطناعي هل هو موجود؟ نعم. .. هل هذا الضجيج طبيعي؟ .. نعم .. بعضه بسبب الفضول والبعض الآخر بسبب الانبهار.
هل الذكاء الاصطناعي فقاعة ستنفجر وتذهب أو نار ستخمد؟ لا.. بل هو مستمر مادام هناك عدة عوامل مهمة..
أول هذه العوامل، هو وجود البيانات. والبيانات موجودة ماوجدت التقنيات الحديثة وتطورت. والتقنيات ستتطور مادام الإنسان وتكاثر يتطور ويتكاثر.
ثاني هذه العوامل، هو عامل التطور في مجال الأعمال. فما دام الإنسان مازال “طماعاً” وهو بطبعه كذلك فسيطور أعماله. ومادام الانسان يتكاثر فسيحتاج صاحب الأعمال أن يلبي احتياجات عملائه المتكاثرون. ولن يلبيها بشكل يرضي غرور الانسان الطماع إلا أن يجد أفضل الطرق واسرعها. والإنسان الان يحتاج للآلة لعمل أفضل النتائج بأسرع الطرق.
ثالث هذه العوامل، التسابق المحموم بين الأمم. فمادام هناك أمة تسعى لأن تسيطر بأي شكل، فالأمة الأخرى ستسعى لأن تحمي نفسها.. والذكاء الاصطناعي سيساعد في ذلك.
أخيراً.. هل ستستمر الموجة أو الضجيج.. من الطبيعي أنها لن تستمر.. ولكن سيبقى العمل الحقيقى للمختصين من الباحثين والطماعين..