اليوم أعلن الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم تعيين وزير دولة للذكاء الاصطناعي وقد شد كثيرين المنصب كما شدهم قبله وزيرة السعادة. لكن تبقى التساؤلات، لماذا قامت دبي بذلك؟ هل تريد دبي أن تبدو في عالم آخر ويظهرون أنهم أكثر تطورا من بقية العالم؟
ملاحظة: دبي هي أيقونة الإمارات ولذلك ندل على الإمارات بدبي، وحالي هنا كحال بقية العالم..
في الحقيقة أن وجهة نظري بأن لدى سمو الشيخ محمد قاعدة واحدة في قراراته: “أن تجرب دبي كل جديد قبل بقية العالم”. تسعى دبي أن تكون هي المدينة الأولى في العالم في تبني أي فكرة (Early Adopters). ولاحظوا معي، أنهم لايسعون ليكونوا مبتكرين innovators (هذا قد يحدث مستقبلا) بقدر مايسعون ليكونوا أول من يتبنى الأفكار. دبي لاتسعى لتصنيع الذكاء الإصطناعي وابتكاره – مازالت هذه وجهة نظر شخصية قد لايتفق معي فيها أحد. دبي تسعى لأن تخلق قيمة مضافة added value لساكنيها وزائريها. دبي لاتتميز عن غيرها من المدن إلا بقيمة الحياة التي تهدف منها لأن تكون المقصد الأول للطبقة المتوسطة ومافوق المتوسطة من العالم. دبي تسعى لأن تكون مدينة ذكية بطريقة ذكية.
كل ماكانت خدماتك تقدم بطريقة ذكية كل ماكانت مدينتك نموذجية للحياة. وهذا ما أظن دبي تسعى له.
لاتسألوا دبي عن تصنيع الذكاء الاصطناعي بعد عشر سنوات. بل اسألوها عن استخداماته لأنها تريد أن تسبق العالم في الاستخدام. المخترعون والمصممون والمطورون في أمريكا وأوروبا، والمصنعون في الصين، والمستخدمون في دبي.
دبي تعلم أن الاستخدام الأمثل سيوفر عليها مليارات ويدر عليها مليارات. مطار دبي يضيف لخزينة دبي أكثر من عشرين مليار دولار سنويا. التعليم الذكي والبلدية الذكية والمواصلات الذكية والصحة الذكية والأمن الذكي سيجعل من أي مدينة مقصد الزائرين وهدف المقيمين والذين يبحثون عن حياة كريمة بقيمة مضافة. فتقارير المدن الذكية Smart Cities كلها تدعم توجه دبي بأن بعض المدن الذكية سيتجاوز دخلها بعض دول مجموعة العشرين في السنوات العشر القادمة. دبي لاتبحث عن التظاهر لتبدو في عالم آخر. بل إنها تسير للعالم الآخر بخطى ثابتة فعلا.
يعطيك العافيه واتوقع بإذن الله أن يكون لك باع طويل في هذا المجال واتمنى لك كل التوفيق مع فائق الاحترام والتقدير