أكتب هذه التدوينة من جنيف بسويسرا حيث تعقد قمة الذكاء الإصطناعي العالمية التي ينظمها إتحاد الاتصالات العالمي التابع للأمم المتحدة. في الحقيقة أنني فخور بأن أكون أحد أعضاء الوفد السعودي بقيادة وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات لهذه القمة الاستثنائية من ناحية المتحدثين والضيوف والمنظمين. وكنت ولله الحمد أحد المتحدثين في هذه القمة. حيث قمت بعرض مشروع نعمل عليه في وحدة الذكاء الإصطناعي بجامعة الملك خالد. وسأتحدث عن هذا المشروع في المدونة القادمة بإذن الله. كان من بين المتحدثين البروفيسور ستيوارت راسيل Stuart Russlle من جامعة كاليفورنيا بيركيلي ومؤلف أشهر كتب الذكاء الاصطناعي Artificial Intelligence: A Modern Approach، والذي يعتبر أكثر الكتب المستخدمة في تعليم الذكاء الاصطناعي عالميا. كما كان مدير التقنية في منظمة الصحة العالمية ووزير الذكاء الاصطناعي في دولة الامارات (عمر بن سلطان العلماء) ووكيل وزارة الاتصالات السعودية الدكتور أحمد الثنيان أحدهم كذلك.
كانت القمة تتحدث عن استخدامات الذكاء الإصطناعي في الأمور ذات المنفعة AI for Good Global Summit. وهذه الأمور ذات المنفعة تم تحديدها عام 2015 عن طريق الدول الأعضاء في الأمم المتحدة وسميت “أهداف التنمية المستدامة sustainable development goals (SDGs)”. وقد قسمت هذه الأهدا لسبعة عشر هدفاً. ومن هذه الأهداف: مكافحة الفقر والجوع وتعزيز الصحة البشرية وتساوي فرص التعليم والطاقة والمياه والبيئة وغيرها.
وكان هدف القمة أن تحدد مسارات خاصة في الذكاء الاصطناعي لتحقيق هذه الأهداف أو بعضها. وعليه فقد تم تقسيم القمة إلى أربع مسارات هي:
- الذكاء الإصطناعي واستخداماته في الأقمار الصناعية والصور الفضائية AI + Imageries and Satellites
- الذكاء الاصطناعي واستخداماته في الصحة AI + Healthcare
- الذكاء الاصطناعي والمدن الذكية والمجتمعات AI + Communities and Smart Cities
- الذكاء الاصطناعي والثقة AI + Trust
وقد تطرقت جميع المسارات لمواضيع رائعة لخدمة الانسانية جمعاء. ومن هذه المواضيع على سبيل المثال لا الحصر: الاستفادة من الذكاء الصطناعي لتحليل صور الاقمار الصناعية للغطاء النباتي أو التوزيع السكاني أو الموارد المائية، وأيضا، كيف يمكن الاستفادة من الذكاء الاصطناعي في تقديم خدمات طبية للأشخاص أقل حظاً في الوصول لخدمات صحية مناسبة. كما أن القانون والأنظمة التي يجب تطبيقها على الذكاء الاصطناعي لضمان الأخلاقيات المصاحبة لاستخداماته كان محور ساخن جدا في كل المسارات الأربع. وهذا الموضوع قد يحتاج التفاته من المنظمات الدولية مثل الأمم المتحدة لأهميته وخطورته في حال ترك بدون تنظيم واضح.
** أجمل شئ في القمة على المستوى الشخصي كان صحبة كل من (مع حفظ الألقاب)
أحمد الثنيان وفريقه الرائع من الوزارة (عثمان القاضي-ناصر القحطاني – والمبتسم هاني رجب)، صالح باسلامه وأخيه أنس وشدى السلامه ولطيفة العبدالكريم ووضحى بن زرعه وهديل النغيمش ومنى المهيدب..
في المقال القادم سأتحدث عن منصة سليم باذن الله