للسعودية كما لأي دولة أخرى عوامل قوة وتحديات وفرص. الدول أو المؤسسات التي ترسم ملامح خططها بعيدا عن عوامل القوة والتحديات والفرص ينتهي بها المطاف ولم تحقق أحلامها.
فمثلا، في مدونتنا السابقة وجدنا أن اليابان تعاني من الشيخوخة وعليه فهي تسعى لاستبدال اليد العاملة في المصانع (بعد التقاعد) بالروبوتات. لكن على عكس ذلك فالسعودية اليوم أمة ناشئة شابه، وعليه فإن سعت إلى تقليد اليابان بذلك فهي ستقلل من فرص التوظيف للشباب في المستقبل علما أن الشباب هم من عوامل قوة السعودية. بل والأسوأ من ذلك أنها ستكون تستثمر في مجال ليس لديها فيه تحديات، أي أنها ستستثمر في المجال الخطأ.
السعودية، في مجال الذكاء الاصطناعي، لديها فرص رائعة نابعة من مواطن القوة والفرص والتحديات..
فمثلا، في القطاع الصحي، وفي مرض السكري بالتحديد، تنفق وزارة الصحة قرابة 38% من ميزانيتها السنوية (أي قرابة 10 مليار دولار) في علاج مرض السكري ومضاعفاته.. علما أنه وحسب كلية الصحة العامة في جامعة هارفارد في موضع النوع الثاني من السكري فإن ” 9 من كل 10 حالات يمكن منع السكري من النوع الثاني Type 2 Diabetes” (المصدر: هنا)
فلو أن وزارة الصحة استطاعت أن تتنبأ بالمضاعفات وتخففها من النوع الأول مثالا، أو منع السكري من النوع الثاني لعدد جيد من الحالات بمراقبة البيانات والتنبؤ بما يمكن أن يحدث للمريض ونصحه باتباع أسلوب حياة أفضل بدون تدخل بشري إلا في حالات بسيطة. فإنه يمكن أن توفر الوزارة مبالغ طائلة ولو كان التحسن بنسب محدودة. كما يمكن التنبوء بالأوبئة المختلفة وأوقات التنويم المحتملة والخروج من التنويم والعلاج عن بعد Telemedicine.
القطاع العسكري والأمني كذلك يمكن أن يكون للذكاء الاصطناعي فيه مجال كبير من استثمار في أنظمة الطائرات بدون طيار أو الأسلحة ذاتية التوجيه أو مراقبة الحدود أو استخدامات طائرات الدرون Drones في مكافحة الإرهاب والمخدرات والجرائم المختلفة. كما أنها تحتاج لأنظمة التنبؤ بتوظيف الإرهابيين والمتشددين والمجرمين في الفضاء السيبراني Cyber Space.
المشاعر المقدسة كذلك تحتاج أنظمة ذكية تحدد الترند Trend والعمليات المشبوهة والمخالفات التي قد تضر بأمن الحجيج والمعتمرين والتفويج وإدارة الحشود و التنبؤ بأوقات الذروة بناء على التحركات وخلافه.
المدن كذلك يوجد فيها فرص رائعة في التطوير باستخدام الذكاء الاصطناعي من النقل والنظافة والطاقة والتعليم وخلافه.